بعد إجراء زراعة الشعر قد يلاحظ بعض الأشخاص ظهور حبوب صغيرة في فروة الرأس بعد أسبوعين أو أكثر من العملية. في الغالب تسبب هذه الحبوب قلقًا للمريض الذي يخاف على البصيلات المزروعة ويظن أنها علامة فشل العملية. في الحقيقة ظهور الحبوب بعد زراعة الشعر أمر شائع جدًا وطبيعي في كثير من الحالات؛ وله تفسير علمي مرتبط بعملية التئام الجلد ونمو الشعر الجديد. سنشرح هنا بشكل مبسّط لماذا تظهر هذه الحبوب متى تكون طبيعية ومتى تحتاج تدخلاً طبيًا وكيف يمكن الاعتناء بفروة الرأس لتجنّبها. في عيادة رویش سبز نتابع كل حالة بدقّة بعد العملية لتجنّب أي التهاب أو تحسُّس يؤثر على ثبات البصيلات.
ما سبب ظهور الحبوب بعد زراعة الشعر
بعد الزراعة تبدأ فروة الرأس في التئام الجروح الصغيرة التي أُحدثت لغرس البصيلات. أثناء هذه المرحلة قد تنسدّ قنوات خروج الزيوت الطبيعية أو خلايا الجلد الميتة داخل المسامات فتظهر بثور صغيرة تُعرف باسم “التهاب جُريبات الشعر” أو Folliculitis. كذلك الشعر الجديد الذي يبدأ في النمو قد لا يجد مخرجًا بسهولة من الجلد فيسبب انتفاخًا بسيطًا يشبه الحبة البيضاء. هذه العملية تشبه كثيرًا ما يحدث بعد إزالة الشعر في أي منطقة من الجسم.
متى تظهر هذه الحبوب عادة
عادةً ما تظهر بين الأسبوع الثاني والأسبوع السادس بعد الزراعة. في الحالات ذات الكثافة العالية أو البشرة الدهنية تبدأ أبكر وتكون أكثر عددًا. في طريقة الزراعة FUE (الاستخلاص الفردي) تكون الحبوب شائعة أكثر بسبب وجود فتحات صغيرة متعددة في فروة الرأس. لكنها غالبًا مؤقتة وتختفي خلال أيام.
الفرق بين الحبوب البسيطة والالتهاب الحقيقي
الحبوب البسيطة تكون صغيرة غير مؤلمة وأحيانًا تحتوي على رأس أبيض. تختفي خلال أيام دون ترك أثر. أما الالتهاب الحقيقي يكون مؤلمًا ومصحوبًا باحمرار أو إفرازات صفراء وقد يزداد حجمه سريعًا. هنا يجب التواصل مع الطبيب فورًا لأن هذا النوع من الالتهاب يمكن أن يضر بالبصيلات الجديدة إن لم يُعالج بسرعة.
هل يمكن فرك أو عصر الحبوب؟
الإجابة القاطعة: لا. فرك هذه الحبوب أو الضغط عليها يعرض فروة الرأس للبكتيريا وينقل العدوى إلى الجروح المجاورة. كما أن الجلد في منطقة الزراعة هشّ جدًا وأي ضغط قد يؤدي إلى تحريك البصيلات من مكانها. بدلاً من ذلك يمكن وضع كمادات ماء دافئ بلطف مرتين يوميًا لتسهيل خروج الإفرازات طبيعيًا.
كيفية علاج الحبوب بعد زراعة الشعر
العلاج يعتمد على شدّة الحالة:
- في الحالات الخفيفة: يكفي المحافظة على نظافة فروة الرأس وغسلها بشامبو لطيف مخصّص بعد العملية.
- في الحالات المتوسطة: قد يصف الطبيب كريمًا أو لوشن مضادًا للبكتيريا مثل الكلورهكسيدين (Chlorhexidine) أو مرهم يحتوي على مضاد حيوي خفيف.
- في الحالات المتقدمة: إذا وُجد ألم أو إفرازات قد يحتاج الأمر لمضاد حيوي فموي بضعة أيام بإشراف الطبيب.
بحسب دراسة صادرة عن جامعة طهران للعلوم الطبية المتابعة الطبية الدقيقة بعد زراعة الشعر ساعدت في تقليل حدوث التهاب الجُريبات بنسبة 35% لدى المرضى الذين استخدموا مطهّرًا موضعيًا بانتظام خلال الأسابيع الثلاثة الأولى.
كيف يمكن الوقاية من الحبوب بعد الزراعة
- الالتزام بتعليمات الغسيل من الطبيب بدقّة.
- تجنّب تغطية الرأس بقبعات ضيّقة في الأيام الأولى.
- الابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة والتعرّق المفرط.
- الحفاظ على تناول الماء الكافي والغذاء المتوازن لتسهيل التئام الجلد.
- تجنّب استخدام الكريمات أو الزيوت غير الموصوفة طبيًا على المنطقة المزروعة.
هل تؤثر الحبوب على نتيجة الزراعة
في معظم الحالات لا تؤثر لكن إذا كان الالتهاب قويًا ولم يُعالج قد تضعف بعض البصيلات أو تتكوّن ندوب دقيقة. لذلك المتابعة الطبية السريعة تحافظ على النتيجة الجمالية النهائية. في عيادة رویش سبز يتم فحص فروة الرأس دوريًا باستخدام كاميرا دقيقة لرصد أي تغيّر والتعامل معه قبل أن يتفاقم.
تجربة أحد المرضى
يقول السيد أحمد 39 عامًا: “بعد أسبوعين من الزراعة ظهرت لي حبوب بسيطة وأصبت بالقلق لكن الطبيب طمأنني ووصف لي كريمًا مطهرًا خفيفًا. خلال خمسة أيام اختفت تمامًا والآن بعد ثلاثة أشهر لاحظت نموّ الشعر الجديد بصحة ممتازة.” هذه التجربة تُظهر أن الهدوء والتزام التعليمات هما السرّ وراء التعافي السريع.
الخلاصة
الحبوب بعد زراعة الشعر ليست دليلاً على فشل العملية بل علامة طبيعية تدل على نشاط الجلد وتجدد البصيلات. الأهم هو التفرقة بين الحبوب العادية والالتهاب الحقيقي ومعالجته في الوقت المناسب. لا تتعامل مع فروة رأسك بعنف ولا تعتمد على وصفات عشوائية. مع العناية اللطيفة والمتابعة الطبية الصحيحة ستزول الحبوب سريعًا وتبقى النتيجة طبيعية وجميلة.
في عيادة رویش سبز ستجد فريقًا متخصصًا يتابعك بعد العملية خطوة بخطوة ليضمن أن كل بُصيلة تنمو كما خُطط لها.